Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
20 août 2011 6 20 /08 /août /2011 17:23



 

 

 

المسألة

 

 - و بعدها، استفسر الصهر. كان قد أشعل سيجارة “بسطوز“ و بدأ ينفث من منخريه دفقات دخان طويلة. 

 - في اليوم الثالث  دفعوا بي في المغطس و الأسئلة... الأسئلة... دائما الأسئلة... نفس الأسئلة كانوا يطرحونها من عدة جوانب... لكنها هي نفسها.

كان العجوز يجلس فوق مقعد صغير وسط القاعة. و كان صهره واقفا أمامه. و كانت ابنته منسحبة الى الوراء و ظهرها للحائط. وكانت تنظر عبر نافذة الحائط  الآخر الي الروابي الجارية على مدى بصرها نحو جبال بني صالح الشامخا ت التي لم تكن تميزها جيدا طلما تبدو قممها محاطة بهالات من غبار ساطع و بها تتشبث غيام. قرب قدميه كان كلب ممدودا على البلاط.

- لم تكن ذكرت شيئا... طبعا، قالها الصهر.    

- لا... أجاب العجوز. ثم تحرك  فوق مقعده الصغير و كان يبدو فزعا  الآن... و كان نظره يستقر أحيانا أكثر من دقيقة على الكلب.

- لا ...لا،  صرخ فجأة و مرتعشا  في وجه صهره .

تفحصه هذا الأخير  مليئا ثم قال بلطف : لا علينا  إن لم تكن تكلمت... ثم هز نظره نحو زوجته الباقية مستندة الظهر للحائط  بوجهها الشاحب... لا علينا... أضافها و كأنه يكلم نفسه.  

يوم الاثنين الماضي أوقفت  القوات المحلية من بين العمال المياوية بمزرعة المستعمر " بيريه" ثلاثين عاملا،  مساء، كانوا   يتأهبون  للخروج من حقول القطن. فدفع بهم نحو مركز “برج الدائخة“.  في اليوم التالي بكرة سرحت القوات المحلية معظمهم  و احتفظت بستة أشخاص.

- الكلب، صرخ عمي صالح

- قدمي له الكلب، أمر عزيز زوجته

قربت المرأة الكلب من أبيها و هي تبكى بصمت.

-هو ذا، يا دادا.

- اتركي الحيوان بجنبه، قالها عزيز.

مرر العجوز يديه على جسد الحيوان وكأنه ضرير.

فبدأ  الكلب في تذمر.

- ششت... صه... تمتم الصهر. راقد... أضافها بصوت مرتفع.

تمدد الحيوان أكثر مما كان عليه في البلاط.

- ركس، قالها العجوز بأسنانه ، مثنيا  شفتيه على لثتيه.

تتخلله الدموع. – أمامك،  يا دادا، أمامك، غمغمت ابنته  بصوت

كانت عينا العجوز تجول داخل القاعة و كأنه ينظر إلي أكثرمن كلب.

- أكل؟

-أكل... أكل أكثر من المعتاد, قالتها إبنته.

- شرب؟

- طبعا...طبعا... تمتمت البنت.

فأخذ الصهر يذرع القاعة الكبيرة جيئة و ذهابا  مدخنا سيجارة بستوز  أخرى  ثم أمر زوجته بجمع بعض من اللباس وعقده في لحاف. سوف يغادران البيت  بعد غروب الشمس.

ألقت الزوجة  بنفسها أمام والدها منتحبة  فأنحني الزوج عليها   لينهضها بقبضة قوية.

ثم همس: والدك تكلم...

 - الكلب، صرخ  العجوز.  فهم الصهر أن الصراخ  كان نوعا  من شتيمة غريبة....
 
انقلب الكلب العجوز على ظهره وأخذ  يحك جلده علي الأرضية. كان أنين بهيمة  تحتضر يصدر من بين شعر عنقه.

- هيا، أشار الزوج  .

الآن كان العجوز يجري من طرف الصالة إلى  آخره  جارا الكلب من ذيله. كان يضحك. عمامته المنفكة من حول رأسه تغطي عينيه و  تتدلى على كتفيه. كان يضحك. 
- تعالي... قالها الصهر...

- ريكس... كان العجوز يضحك هازئا و بوجهه علامات غريبة.

- ربما أسخن الماء لرجليه...

- الأمور تحدث هنا ، قال عزيز و هو يلمس رأسه... ليست برجليه....

انتقلت المرأة باتجاه الغرفة المجاورة لتجلب بعض الملابس باكية... في الأخير اضطر الزوج أن يلف بنفسه السرة ثم البس زوجته سترة كبيرة و رمى على  كتفيه برنوسا اقتلعه من مسمار في الحائط  ثم دفع بزهراء نحو الباب.

عندما فتح  عزيز الباب  كادت شجرة أن  تدخل . لم تكن في الحقيقة  إلا غصن  من شجرة  الكاليتوس العملاقة -  قد  غرسها  السلف  الصالح عمدا علي شبر من عتبة الدار- الذي  ما أن تعصف الرياح بقوة كيما هذا المساء  حتى يصبح في غفوة   فيحتضن البناية العتيقة   ملتصقا عرض الواجهة و الباب.

للا زهراء ، أرملة  و مجاهدة  كشفت بعد سنوات:  لم يكن نفس الأ شخاص  الذين كانوا يتوافدون على البيت. يومها  وقبل أن التحق بالمقاومة لأ صبح ممرضة  بين جبال بني صالح و هوارة  كان دوري محدودا... الطهي و تهيئة الكسرة  في الغرفة الثانية. كنت إمرأة خجولة و كان والدي  رحمه الله يساعدني في خدمة المائدة...

    كان حزب الشعب قد  ترك خيبة  آمل كبيرة في نفسه  و قبلها   وفاة أمي يوم ولادتي، الخيبة و الوفاة كان يجرجرهما ككرة المحكومين عليهم بالأعمال الشاقة. بعد اندلاع الحرب كان أحيانا يغلق بيته و يأتي ليسكن معنا عدة أسابيع. أتذكر اليوم  إن زوجي نفسه من كان  أخبرني  بعد عام من رحيلنا أن والدي  أشعل النار في دارنا و كان يجول من سهل لآخر تتبعه العشرات من الكلاب ، لم يعد له اتصالات بالمقاومة، و قد أصرعه أحد المسيرين المعمريين قد فاجئه يحرق محلات إدارة الضيعة و بأيام قليلة قبل أن يلقي ، هو الأخر،مصرعه بساقية سيدي يوسف... رحمهما الله.

حتى منتصف الليل سمع الجيران عمي صالح يتضاحك مؤبخا و مؤنبا  الكلب و كان الحيوان المسكين يقذف بصراخات لا هي نباح و لا هي عواء. مع الفجر دفع الجند الباب – و بالطبع غصن شجر الكاليتوس العملاق – و دخلوا إلى الصالة الشاسعة. كانوا ستة.

في القاعة كان الحيوان   ممدودا على جنبه ، مغمض العينين ...  كان ثمة  حبل – قد أتنفخه الماء – يحصر رقبته. غير بعيد منه كان العجوز، برأسه العارية،  يجلس القرفصاء  ... بيده  عصا غليظة.  بين جثة الكلب و  العجوز  ثمة أبزن   مليء نصفه ماء.

اصطاف الجنود مستندين ظهورهم إلى حائط النافذة. ثم نظروا ملئا في العجوز الذي لم يكن قد انتبه  بعد لدخولهم  و بقى مستمرا ، و كأنه فى حلم، فى ضربه على البلاط  بعصاه ، هاذيا بصوت متعب، مكررا فى الحقيقة   أقوالا  تتناثر على وبر الحيوان.

من  الآخرون؟ من يجمع؟أكانوا أربعة؟لمن المال؟ كم فى الليلة؟كم؟ متى؟عند من يأتون؟الساعة؟ من يدفع المال؟ لمن المال؟ من يدفع المال؟ الساعة؟ عند من يأتون؟ متى؟ كم؟ كم فى الليلة؟ لمن المال؟ أكانواأربعة؟ من يجمع؟  من  الآخرون؟
 

أحمد بن قريش














 

 

 

 

Corpsmorts

Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation

  • : POEME-TEXTE-TRADUCTION
  • : Pour les passionnés de Littérature je présente ici mes livres qui sont edités chez DAR EL GHARB et EDILIVRE. Des poèmes aussi. De la nouvelle. Des traductions – je ne lis vraiment un texte que si je le lis dans deux sens.
  • Contact

Profil

  • ahmed bengriche
  • litterateur et pétrolier
 je m'interesse aussi à la traduction
  • litterateur et pétrolier je m'interesse aussi à la traduction

Texte Libre

Recherche

Archives

Pages