جنازة القمر
أ- إذا أحرقتكَ القبائل وَبارككَ السنديان.
وأن أنكرتكَ العواصمُ بايعكَ الطين والسلسبيل.
أو بايعتكَ غلاسمُ هذا القمر.
وأعطتْكَ هذي الغيومُ عناوينها.
وبايعدك الله قبل البشرْ
توسَّدْ أساطيرَ كل النهود التي غازلتها الرياحْ
وفسَّر لنا لغز مملكة ضاجعتْها الطحالبُ قبل انتحار
السفنْ
فقد لا يكون َ النهار الذي يعتريه الوضوح طريقا إلى
اللّغز
قد لا يكون هو القوقعة.
توسد ضريحي لكي لا تموت...
فها أنت تخُلق من صرخات الأصابع كي لا تضُمَّ
الجنازةَ حين يجيء الصباح.
وها أنت تحرقني بالعناق وحبّ الوطنْ
وها أنت تخرج ُبعد الحصاد نبيا بلا صَومَعَهْ
فإن أحرقتكَ العواصمُ فوق الشفاه.
فقد بايعتكَ غلاصمُ هذا القمرْ
وأعطتكَ هذي الغيومُ عناوينها.
وبايعك الله قبل البشرْ
لمن ينحتُ الصمتُ في مقلتيكَ بطاحًا من الأقحوان ْ؟
لمن يَعْلفُ الله بطن َ الأمير ؟.
إذا أنتَ لم تغتسلْ بالتراب طويلاً...
ولم تلتصق بالدموع طويلاً...
ولم تنسحب ْمن فتاتِ القرابين دون اعتذار.
ولم تعتزلْ خيمة البهلوانْ.
إذا أنت لم تحترق بالجليدْ...
فلا ترتقبْ فوق تلّ الضباب
نزولَ القمرْ.
بماذا يحدث طين البلاد خيوط الجسد ؟.
لعلّ الحديث مديح جديد... يلامس رغبتنا في
البكاء.. يصادر موهبة الشعب في لانتحار.
ينادمنا فوق جسر الزبد.
يجردنا من شهيق التآكل والانكسار
لعل الحديث سراب جديد...
فإن أحرقتك العواصم فوق الشفاه
فقد بايعتك غلاصم هذا القمر.
وأعطتك هذي الغيوم عناوينها.
وبايعك الله قبل البشر
أحمد شنة